ازدراء لبايدن في صفوف العرب الأمريكيين على خلفية سياسته حيال إسرائيل

ازدراء لبايدن في صفوف العرب الأمريكيين على خلفية سياسته حيال إسرائيل

يُرجّح أن يكلّف غضب الأمريكيين من أصول عربية من سياسة إدارة جو بايدن حيال إسرائيل الرئيس الديمقراطي ثمنًا باهظًا في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، مع انقلاب شريحة تتمتع بنفوذ انتخابي في الولايات المتأرجحة الرئيسية ضده.

زارت مديرة الحملة الانتخابية لبايدن جولي تشافيز رودريغيز، الجمعة، مدينة ديربورن في ولاية ميشيغن التي تضمّ أكبر عدد من الأمريكيين المتحدّرين من أصول عربية في الولايات المتحدة، لكن أكثر من 10 مسؤولين محليين تجاهلوا زيارتها بمن فيهم رئيس بلدية ديربورن، وفقا لوكالة فرانس برس.

وطلب بايدن من الكونغرس مليارات الدولارات مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل في حربها ضدّ حركة حماس، فيما استخدمت حكومته حق النقض ضد دعوات متعددة في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما خيّب آمال العديد من المسلمين وذوي الأصول العربية في الولايات المتحدة في الحزب الديمقراطي الذي كان ملجأهم السياسي في الماضي.

وكتب رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمّود على منصة "إكس" بشأن عدم لقائه مديرة حملة بايدن "حين ينظر المسؤولون المنتخبون إلى الفظائع في غزّة على أنها مشكلة انتخابية فقط، فإنّهم يحوّلون آلامنا التي لا توصف إلى حسابات سياسية".

ولاقت تعليقات حمّود ترحيبًا من سكان ديربورن الذين عبروا عن معاناتهم من الفظائع اليومية في غزة منذ أن شنّت إسرائيل هجومًا عسكريًا عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس ضدها في السابع من أكتوبر.

إبادة بحق عائلاتنا وشعبنا

ويقول الأستاذ في القانون والممثل الكوميدي عامر زهر (46 عامًا) "هناك إبادة بحق عائلاتنا وشعبنا، وشعبنا يردّ بقوة".

ويضيف "لن ندعم جو بايدن تحت أي ظرف، أو أي سياسي آخر لن يكون مستعدًا للدعوة ببساطة إلى وقف لإطلاق النار".

في الخامس من نوفمبر المقبل، يُرجّح أن يواجه بايدن منافسه المحتمل دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وقد تكون الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وفرجينيا التي تضمّ نسبًا كبيرة من المسلمين والعرب الأمريكيين حاسمة في نتائج الانتخابات.

وكان يُنظر إلى هؤلاء تقليديًا على أنهم ينتخبون الجمهوريين، غير أن ولاءاتهم تغيّرت بعد هجمات 11 سبتمبر نتيجة لسياسات المراقبة والخوف من الإسلام التي اتبعتها إدارة جورج بوش الابن.

وصوّت العرب والمسلمون في الولايات المتحدة على نطاق واسع لبايدن في انتخابات عام 2020، غير أن الكثير منهم قد يمتنعون عن التصويت أو يصوّتون لطرف ثالث في انتخابات عام 2024، وفقًا لتحليل أجراه عالم الاجتماع الكمّي في جامعة كريستوفر نيوبورت يوسف شهود الذي استند إلى بيانات استطلاعات الرأي من عدة مصادر بينها منظمة Emgage غير الربحية ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.

وكتب يوسف شهود على موقع "ذا كونفرسيشن" الذي ينشر مقالات أكاديمية وأخبارًا "في ميشيغن على سبيل المثال، قد يُترجم ذلك في أن يخسر بايدن نحو 55 ألف صوت أي نحو ثلث الهامش الذي بلغ 154 ألف صوت الذي سمح له بالفوز على ترامب في عام 2020".

 محتجون على سياسة بايدن 

في غضون ذلك، يحضر خطابات بايدن وتجمّعاته الانتخابية ناشطون داعمون للفلسطينيين، في انعكاس للتصدّع في بعض الصفوف الديمقراطية وصعود أفراد أكثر تقدميين في الحزب ينتقدون بشدّة الرئيس الأمريكي الحالي.

ولن يكفي حتى احتمال ولاية ثانية لترامب الذي كان قد اتبّع سياسة للهجرة تم التنديد بها على نطاق واسع باعتبارها "حظرًا على المسلمين" والذي يقول إنه سيعيدها بقوة إذا تم انتخابه، لثني الناخبين مثل عامر زهر.

ويقول زهر "لن نردّ على حجّة أهون الشرّين، سنرفض ذلك"، مضيفًا "لن نتحمّل مسؤولية البديل".

وتعتبر سمراء لقمان (41 عامًا) التي تشارك في إدارة حركة "تخلّوا عن بايدن" Abandon Biden في ميشيغن، أن بعض العرب قد يصوّتون لترامب احتجاجًا على سياسة بايدن.

وتقول "الهدف في نهاية المطاف ليس مجرد التخلي عن بايدن، بل ضمان الإطاحة به"، مشيرة إلى أنها فخورة ببعض الديمقراطيين مثل رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمّود وعضو الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية